ولد
الإمام الحافظ أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد حيزم في قرطبة عام 483 هـ في بيت عز وجاه حيث كان والده من وزراء الدولة العامرية التي حكمت الأندلس باسم الخليفة الأموي هشام المؤيد في الفترة ما بين عام 366 هـ - 399 هـ
تلقى ابن
حزم تربيته الأولى على أيدي نساء القصر كما روي عن نفسه مثلما ثقف تعليمه الأولى على يد مربيه أبي علي
الفاسي,
وكذا
تلقى على عدد من المدرسين والشيوخ من بينهم ابن الجسور وابن الفرضي واكتسب آخر
الأمر ثقافة مميزة في مختلف العلوم والمعارف
ألحق
زوال الدولة العامرية واستيلاء البربر على قرطبة 400 هـ وتعاقب الفتن والإضطرابات
في المدينة أذى كبيرا بأسرة ابن حزم
ومما زاد
الأمر سوءا وفاة أخيه الأكبر بالطاعون عام 401 هـ ثم وفاة والده فزوجته
ولما
يبلغ ابن حزم العشرين من عمره وقد كتب يصف حاله جراء ذلك فقال :
ما
انتفعت بعيش ولا فارقني الإطراق والإنغلاق مذ ذقت طعم فراق الأحبة... ولقد نغص
تذكري ما مضى كل عيش أستأنفه
وإني
لقتيل الهموم في عداد الأحياء ودفين الأسى بين أهل الدنيا
هذه
الظروف جعلت ابن حزم يتحمل على صغر سنه مسؤولية أسرته وقد اضطر شأن كثير من الأسر
القرطية للنزوح إلى المرية عام ....بعد خمسة أعوام من المعاناة
واستظل
في هذه المدينة برعاية صاحبها خيران الذي شارك بدور بارز في ألأحداث التي تعرضت
لها البلاد في تلك الفترة
ومع
اتهام ابن حزم بالعمل على إحياء الدولة الأموية عاد الأذى يحل بساحته من جديد
فاضطر لترك المرية متجها إلى حصن القصر قبل انقضاء عام على وجوده فيها
ثم إلى
بلنسية حيث استأنف نشاطه فاشتغل بالسياسة مشركا الأمويين محاولات استعادة سلطانهم
رافق ابن
حزم ولسما يبلغ الخامسة والعشرين من عمره حملة عبد الرحمن بن محمد للإستيلاء على
قرطبة عام ... منطلقين من بلنسية إلا أن الحملة فشلت مما عرض ابن حزم للمساءلة
والإغرام ثم السجن فالنفي
عاد ابن
حزم عام 414 هـ لمرافقة عبد الرحمنن بن هشام في محاولة جديدة للإستيلاء على قرطبة
لكن
المحاولة فشلت أيضا بعد شهر أو شهرين عمل في خلالها ابن حزم وزيرا له وبعد إخفاق
الحملة تعرض ثانية للإغرام والسجن والنفي
وبفشل
محاولة ثالثة رافق فيها ابن حزم المعتد بالله هشام قبل عام 422 هـ وألحقت به أذى
جديدا توقت محاولات الأمويين لإستعادة سلطانهم
ولم يعد
ابن حزم بعدها إلى الإشتغال بالسياسة وقد وصف حاله في هذه الفترة التي دعيت بعصر
الفتنة فقال
إن ذهني
متقلب وبالي مهتصر بما نن فيه من نبو الديار والجلاء ن الأوطان وتغير الزمان
ونكبات السلطان وتغير الإخوان وفساد الأحوال وتبدل الأيام والتغريب في البلاد
وذهاب المال والجاه مدافعة الدهر وانتظار الأقدار
وكان ابن
حزم قد ألف في أواخر الفترة السالفة رسالته الشهيرة طريق الحمامة الحافلة بضروب
النثر والشعر والحكايات في الحب وبعض النظرات السلفية التي تؤكد اشتغاله قبل هذا
بالعلوم وتنم على توجهات نقدية في الحقل المعرفي... جاء كتاب التقريب ليؤكدها
ويؤصلها
كما جائت
كتبه الأخرى فيما بعد مثل الفص والأحكام ورسائله العديدة لتعرض للتفاصيل والتطبيق
في مختلف المجالات
ولم يكن
افتتاح ابن حزم مؤلفاته بموضوع الحب وهو الموضوع الحسام بعيدا عن صلب المسءالة
النقدية في فكره
إذ كان
يسعى إلى خلخلة الإعتقادات السائدة وفتح الباب للإجتهاد .. وليس مثل موضوع الحب
كفيلا باشعال الفتيل
يقول ابن
حزم لافتا النظر إلى توجهه الإنفتاحي سينكر بعض المعصبين علي تأليفي لمثل هذا
ويقول إنه خالف طرقته وتجافي عن وجهته
لكن ابن
جزم يجيبهم بما يتوافق ودعوته إلى الإنفتاح وإلى التوجه وجهة معتدلة تتفق وهذا
الإنفتاح يقول
وبالجملة
فإني لا أقول بالمراياة ولا أنسك نسكا أعجميا ومن أدى الفرائض المأمور بها واجتنب المحارم المنهي
عنها ولم ينس الفضل بينه وبين الناس فقد وقع عليه اسم الإحسان ودعني مما سوى ذلك
وحسبي الله
من هنا
نفهم ارتباط تأليف طوق الحمامة بخطة ابن حزم الهادفة إلى التوير والإبتعاد عن
التزمت
تستطيع استمرار قراءة سيرة ابن حزم في الكتاب ظاهرية ابن حزم الأندلسي, فلكم التحميل ذلك الكتاب في الرابط الأتي
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق