لم يصل إلينا من مؤلفات ابن سعد سوى طبقاته، وتتضح فيه ثقافته الواسعة وعلمه الغزير، وقصد به خدمة السُنّة النبوية، فتحدث في مؤلفه ذلك عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) والصحابة والتابعين إلى عصره.
والكتاب قسمان
القسم الأول: يتناول أخبار النبي (صلى الله عليه وسلم)، واستعرض فيه حياة الرسول من صغره حتى بعثته، مع العناية بعلامات النبوة قبل الوحي وبعده، وذكر فترة الدعوة المكية والفترة المدنية، وذكر الوفود، وطريقة حياة النبي وما يختص به، وغزواته، ثم ينهِي هذا القسم بالحديث عن مرض النبي (صلى الله عليه وسلم) ووفاته ودفنه وميراثه وما رثي به من أشعار، وراعى في عرض مادة هذا القسم الترتيب الزمني، مع العناية بالترتيب الموضوعي فيما يتصل بعلامات النبوة وسفارات النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخلاقه، وهذا الجزء كان الأساس الذي نشأ عليه ما يُسمى بشمائل النبي ودلائل النبوة، وهي موضوعات أفردها بعد ذلك كبار المحدثين والحفاظ بكتب مستقلة، مثل: شمائل النبي للترمذي، ودلائل النبوة لأبي نعيم، ودلائل النبوة للبيهقي
واعتمد ابن سعد في مادته على “الواقدي” و”ابن إسحاق” و”موسى بن عقبة” وغيرهم؛ ولذا يعد هو آخر جامعي السيرة النبوية من المتصلين بالمصادر الأولى، وثاني مؤلف- بعد ابن إسحاق- يصلنا كتابه عن السيرة والطبقات كاملاً
القسم الثاني: يشمل معظم الكتاب، ويضم تراجم للصحابة والتابعين، وقد انتهج ابن سعد في تخطيط هذا القسم ثلاثة أسس:
* الأساس الأول: نوعيّ؛ حيث قسم تراجمه إلى تراجم للرجال وتراجم للنساء، وجعلها في آخر الكتاب
* الأساس الثاني: زمنيّ؛ حيث بدأ في تراجم الرجال بالالتزام بحسب الأقدمية والسبق في الإسلام، فبدأ بمن شهد بدرًا، ثم من له إسلام قديم ولم يشهد بدرًا، ثم من أسلم قبل فتح مكة
وداخل هذا التقسيم راعى اعتبارات أخرى، فقدم المهاجرين على الأنصار، وقدم في المهاجرين من هو أقرب دمًا وصلة برسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وفي الأنصار قدم الأوس على الخزرج
* الأساس الثالث: مكانيّ، فبعد أن فرّغ مادته في طبقات الصحابة القائمة على الأساس الزماني، انتهج أساسًا مكانيًا؛ حيث وضع تراجم وفق المكان والبلد، فترجم لرجال المدينة، فمكة، فالطائف، ثم اليمن، واليمامة، والبحرين، والكوفة، والبصرة، وواسط، وبغداد، وخراسان، والري، وهمدان، وقم، والأنبار، والشام، والجزيرة، ثم العواصم والثغور، فمصر، فإيلة، فإفريقية، فالأندلس
ثم رتب تراجمه في كل مكان من هذه الأماكن ترتيبًا زمنيًا، فبدأ بالصحابة الذين نزلوا البلد والمصر، إن كان منهم من نزله، ثم الطبقة الأولى من التابعين الذين عاشوا مع الصحابي الذي نزل المدينة أو البلد، ثم الطبقة الثانية، ثم التي تليها
اسم الكتاب : الطبقات الكبرى
المؤلف ك محمد بن سعد بن منيع الزهري
التحقيق : الدكتور علي محمد عمير
5333 : عدد الصفحات
73 MB : الحجم
PDF : الملف
الناشر : مكتبة الخانجي القاهرة
أضغط الرابط الأتي للتحميل المباشر
الكتاب الطبقات الكبرى لابن سعد
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق